واشنطن تستعرض قوتها العسكرية وتلقي «أم القنابل» في أفغانستان

أم القنابل لحظة استهدافها لـ«داعش» في أفغانستان (أ.ف.ب)
أم القنابل لحظة استهدافها لـ«داعش» في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تستعرض قوتها العسكرية وتلقي «أم القنابل» في أفغانستان

أم القنابل لحظة استهدافها لـ«داعش» في أفغانستان (أ.ف.ب)
أم القنابل لحظة استهدافها لـ«داعش» في أفغانستان (أ.ف.ب)

ألقت الولايات المتحدة أمس الخميس في أفغانستان أكبر قنبلة غير نووية تُطلق عليها تسمية «أم القنابل»، مستهدفة تنظيم داعش، وذلك في أول استخدام لها أثناء المعارك، في عملية عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فخره بها، وتعد الثانية من هذا النوع بعد قصف مطار الشعيرات السوري الأسبوع الماضي بـ59 صاروخا من طراز توماهوك، وبالتزامن أيضاً مع تصعيد كبير مع كوريا الشمالية.
وقال ترمب للصحافة «أنا فخور جدا بجنودنا. هذا نجاح جديد». أضاف: «أعطيتهم تفويضاً مطلقاً، بصراحة، هذا هو السبب في إحرازهم نجاحات كثيرة في الآونة الأخيرة. إذا قارنتم ما حدث في الأسابيع الثمانية الفائتة مع السنوات الثماني الماضية، سترون أنّ هناك فارقاً كبيراً».
ولاحقاً أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن أكبر قنبلة غير نووية ألقتها الولايات المتحدة في أفغانستان أدت إلى مقتل 36 مسلحا على الأقل من تنظيم داعش باستهدافها شبكة أنفاق عميقة للجهاديين، مستبعدة سقوط مدنيين في القصف. أضافت: «نتيجة للقصف، دمرت مخابئ ونفق عميق متشعب ومعقد».
والضربة التي شُنّت بواسطة قنبلة «جي بي يو – 43» التي تُمثّل نحو أحد عشر طنا من مادة «تي إن تي»، استهدفت «شبكة أنفاق» في ولاية ننغرهار (شرق أفغانستان)، حيث كان جندي أميركي قد قُتل في عملية خلال نهاية الأسبوع الماضي. ويتمّ التحكّم بهذه القنبلة الضخمة بواسطة نظام تحديد المواقع «جي بي إس»، ويبلغ طولها أمتاراً عدّة، وقد تمّ إطلاقها من الباب الخلفي لطائرة النقل «سي – 130»، في أول استخدام لها أثناء المعارك.
ووفقاً لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تم إطلاق هذه القنبلة دعماً للقوات الأفغانية والأميركية العاملة في المنطقة.
وقال إسماعيل شينواري حاكم منطقة أشين، حيث تم إسقاط القنبلة، لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا أكبر انفجار رأيته. لقد غزت المكان ألسنة لهب عالية جدا». وننغرهار ولاية حدودية مع باكستان، وفيها ظهَرَ للمرة الأولى عام 2015 تنظيم داعش في أفغانستان، بعدما كان أعلن «الخلافة» في سوريا والعراق عام 2014.
واعتبر قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون أنه مع «تفاقم خسائر» تنظيم داعش فإنّ هذه القنبلة هي «الذخيرة المناسبة» لتقليل المخابئ والأنفاق التي يستخدمونها بشكل أكبر.
وقال هانز كريستنسن الخبير في اتحاد العلماء الأميركيين والمتخصص في مراقبة ترسانة الجيش الأميركي، إنّ قوة القنبلة تساوي تقريباً 1-30 من قوة أصغر قنبلة نووية تملكها الولايات المتحدة حالياً ألا وهي قنبلة «بي 61 - 12». ووفقاً لسلاح الجو الأميركي، تسبب آخر اختبار لقنبلة «جي بي يو - 43» في العام 2003 بسحابة من الغبار والدخان كان ممكناً رؤيتها على بعد أكثر من 32 كيلومتراً.
ومنذ أغسطس (آب) 2016. شنت القوات الأميركية على هذه المنطقة غارات جوية عدة استهدفت معاقل الجهاديين الذين جنّدوا خصوصاً عناصر في حركة طالبان، من الأفغان أو الباكستانيين. وأدّت الجهود المشتركة للقوات الأفغانية والأميركية إلى تراجعهم.
في الآونة الأخيرة، رجّح حلف شمال الأطلسي أن يكون هناك بين 600 و800 مقاتل من تنظيم داعش في البلاد، مقابل ثلاثة آلاف في بداية 2016. وتبنّى التنظيم اعتداءات عدّة في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الدموي ضد أكبر مستشفى عسكري في البلاد في مارس (آذار). غير أنّ السلطات تشكك بمسؤوليته عن الهجوم على المستشفى، وتنسبه إلى حركة طالبان.
ونشرت الولايات المتحدة نحو 8400 جندي في أفغانستان يدرّبون ويقدّمون المشورة ويدعمون القوات الأفغانية في حربها ضد طالبان وتنظيم داعش. وفي مارس، عبّر الجنرال الأميركي جو فوتيل الذي يقود القوات الأميركية في الشرق الأوسط، عن تأييده تعزيز هذه القوات، خلافاً للاتجاه الذي ساد في السنوات الأخيرة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».